الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فحقّ الوالد على ولده عظيم، ولا يسقط حقّ الوالد بإساءته إلى ولده، أو ظلمه له، وقد بوب البخاري في كتابه الأدب المفرد بابًا أسماه: باب بر والديه وإن ظلما ـ وأورد تحته أثرًا عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: ما من مسلم له والدان مسلمان، يُصبح إليهما محتسبًا، إلا فتح له الله بابين ـ يعني: من الجنة ـ وإن كان واحدًا فواحد، وإن أغضب أحدهما، لم يرضَ الله عنه حتى يرضى عنه، قيل: وإن ظلماه؟ قال: وإن ظلماه. انتهى.
فالواجب عليكِ برّ والديكِ، وصلتهما، ولا تجوز لكِ مقاطعتهما، أو الإساءة إليهما، وراجعي الفتوى: 342412.
وأمّا إن كان في تقليل الزيارة للوالدين مصلحة المحافظة على المودة، واجتناب المغاضبة؛ فيجوز تقليل الزيارة بالقدر الذي تحصل به المصلحة، وانظري الفتوى: 176053.
والحل الصحيح لما يقع بينكِ وبين والديكِ؛ هو الصبر عليهما، والاستعانة بالله، ومجاهدة النفس على التزام الأدب معهما؛ مع التفاهم معهما برفق، وأدب، أو توسيط بعض العقلاء من الأقارب، أو غيرهم من الصالحين، ليكلموهما فيما يقع منهما من الأمور التي تؤذيكِ.
والله أعلم.