الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كان هذا الرجل مرضيا في دينه وخلقه -كما قلت- فالذي ننصحك به المبادرة إلى الزواج منه وذلك لجملة من الأسباب منها:
1ـ أن الشرع دعا إلى ذلك؛ بدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي.
2ـ أن رفض المرأة للخطاب قد يولد كراهية وعزوفا للرجال عنها، ولا يخفى مافي ذلك من تفويت فرصة عظيمة للزواج الذي هو وسيلة شرعية لتحقيق الرغبة والحصول على الولد.
وما تحججت به من حب العمل لا يعد موجبا كافيا لرفض الزواج، وذلك لأن الأصل أن المرأة محلها البيت والقيام بشؤون زوجها وتربية أبنائها، وخروجها إلى العمل ولو كانت محتاجة إليه يحتاج إلى ضوابط شرعية، راجعيها في الفتوى رقم: 5181، ولا شك أن هذه الضوابط شبه معدومة في البلد الذي أنت فيه، فإن وُجِدَت وهذا مالا نتوقعه،أو انتقلتما إلى بلد إسلامي فلا ينبغي لزوجك أن يحرمك ذلك لانتفاء مخالفة الشرع في ذلك، بل ربما كان فضيلة وعملا جليلا لما فيه من مصلحة الأمة، وعلى كل حال لاتتركي الاستخارة في أي أمر هممت به، وأخيرا نوصيك بقطع العلاقة مع هذا الرجل فلا تحتكي معه ولا تخضعي له في القول إلى أن يشرح الله صدوركما لهذا الزواج فأنت أجنبية عنه.
والله أعلم.