الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كانت زميلتك في العمل في هذه الدرجة من سوء الطباع فلا تجوز لك مصاحبتها ومصادقتها، والواجب نصحها وتحذيرها من مغبة الكذب وسوء عاقبة أذى المخلوقات، امتثالا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان. رواه مسلم وأصحاب السنن وأحمد. ثم بيني لها أن حسن شكلها وما هي فيه من الزينة نعمة من نعم الله عليها، تستوجب عليها الشكر لكي تزداد لها ولا تزول عنها.
قال تعالى: [لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ] (إبراهيم: 7).
وإن كان قصدك بأن لبسها مثير أنه ثوب شهرة فأعلميها أنه مما نهى عنه الشارع الحكيم، وراجعي فيه الفتوى رقم: 3442، وأما إذا كان القصد أنه زينة في نفسه أو غير ساتر على الوجه المشروع، فإن ذلك محرم، وراجعي الجواب: 34289.
وأما ما سألت عنه من إبلاغ أمورها للمدير مما قد يترتب عليه فصلها عن العمل أو عقابها، فالصواب أن لا تفعلي ذلك إن كانت أفعالها لا تؤدي إلى إخلال بالعمل، لما في ستر المؤمن من الثواب الجزيل عند الله.
ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة: ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه.
وأما إن كان في فعلها تضييع للعمل فلتنصحيها بالعدول عن ذلك، فإن هي أصرت عليه فأبلغي المدير لأن ذلك حينئذ من النصيحة المأمور بها.
والله أعلم.