الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فصلة الرحم واجبة، وقطعها حرام، بل هي من الكبائر، فعن جبير بن مطعم أنه سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: لا يدخل الجنة قاطع. متفق عليه.
والخالة من أحقّ الأرحام بالصلة، ففي الصحيح عن البراء بن عازب، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: الخالة بمنزلة الأم.
وكون خالتك لم تُعِنْكُم في وقت الشدة، لا يلزم منه أنها أساءت إليكم، أو ظلمتكم، فقد تكون تركت الإحسان المندوب، وعلى افتراض أنّها أساءت، أو ظلمتكم؛ فهذا لا يبيح لكم قطعها، وراجعي الفتوى: 348340
فلا يجوز لك قطع خالتك. والواجب عليك صلتها بالمعروف، وقد أحسنت أمّك بصلة أختها، وتجاوزها عما وقع منها، وحثكم على صلتها، واسترضائها؛ فجزاها الله خيرا، والواجب عليكم طاعتها في ذلك، والغالب أن إرسال رسالة تهنئة في كل رمضان؛ لا يعد في العرف صلة، وخاصة في القرابة القريبة، كالخالة، فالصلة المطلوبة تكون ما يعد في العرف صلة.
جاء في إعانة الطالبين على حل ألفاظ فتح المعين: وصلة الرحم، أي القرابة مأمور بها أيضا، وهي فعلك مع قريبك ما تعد به واصلا، وتكون بالمال، وقضاء الحوائج، والزيارة، والمكاتبة، والمراسلة بالسلام، ونحو ذلك. انتهى.
واعلمي أنّ صلة الرحم لها أجر عظيم، وفضل كبير، ففي الصحيحين عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يقول: من سره أن يبسط له في رزقه، أو ينسأ له في أثره، فليصل رحمه.
والله أعلم.