الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد نهى الإسلام عن سب المسلمين وشتمهم وجعل ذلك فسقا، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه: سباب المسلم فسوق وقتاله كفر.
ويشتد الإثم أكثر إذا كان ذلك من الزوج لزوجته وأصهاره، لأنه ينافي العشرة بالمعروف، وانظري الفتوى رقم: 20155.
وعلى هذا، فالواجب على هذا الرجل أن يتقي الله في زوجته وينتهي عن هذا الخلق المشين، إذ كيف يليق بالإنسان أن يعامل زوجته وأم أولاده وذات رحمه بهذا التعامل المشعر بخلل في الدين ونقص في الخلق، وهذا ما لا يرضاه مسلم لغيره، فأحرى أن يكون صادرا منه وإن كان الحامل على هذا طلب رضى الأم فليعلم أن الشرع الذي أوجب طاعتها قيد ذلك بما لا يخالف الشرع، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إنما الطاعة في المعروف. وقوله: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
كما أن على أمه أن تتقي الله وتكف عن أذية زوجة ابنها وتحريضه عليها.
أما أنت أيتها الأخت أعانك الله فعليك بالصبر ومقابلة الإساءة بالإحسان، فلعلك إن دمت على ذلك غير ذلك من أحوالهم اتجاهك، وإياك أن تخبري أهلك أو أحدا بذلك خاصة فيما يتعلق بشتمه لأهلك، لأن ذلك قد يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه من الخصام والطلاق، اللهم إلا ما يتعلق بشأنك ورجوت إفادة من وراء ذكره بحل تلك المشاكل.
ثم إنه من حقك أنه إذا وجدت ضررا من سكناك مع أم زوجك في بيت واحد أن تطالبي زوجك بهدوء واختيار الوقت المناسب لذلك بأن يسكنك وأولادك في بيت مستقل عن أمه.
وانظر الفتوى رقم: 34018، والفتوى رقم: 45138.
والله أعلم.