الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقبل الإجابة على السؤال نريد بادئ ذي بدء أن نوضح بعض المفاهيم:
1- أن المرأة إذا التزمت وتركت الدراسة في المؤسسات الجامعية التي لا تصان فيها الكرامة، وقعدت في بيتها، فليس في ذلك من مذمة لها ولا للدين الذي أمرها به في قول الله تعالى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا [الأحزاب:33]، بل يعتبر ذلك شرفا لها وعفة وطهراً ونقاء، ودليلاً على رجاحة عقلها.
2- أن الدراسة في الجامعات وغيرها من المؤسسات التعليمية تجوز للمرأة إذا التزمت وضبطت نفسها بضوابط الدين والشريعة الإسلاميين، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 5310.
3- أن امتلاك المرأة للسيارة وقيادتها لها لا حرج فيهما شرعاً، ولكن عليها أن تحتاط في التستر وتجنب ما يمكن أن يدعو إلى الفتنة حال القيادة، وراجعي فيه الفتوى رقم: 18186، والفتوى رقم: 2183.
وبناء على هذا؛ فإننا لا نرى مانعاً من عودتك إلى الدراسة، إذا كنت محتاجة إليها، بشرط أن لا تخلي بشيء من الواجبات الشرعية، وكنت تحافظين على أداء الصلوات في أوقاتها، وليس في عودتك هذه إخلاف لوعد الله وعهده، لأن ما ذكرته في السؤال لا يعدو قولك (تضيع الدراسة ولا تضيع الصلاة)، وهذا عهد كل مسلم وواجبه.
ثم اعلمي أن المرأة إذا سمعت النداء فليس عليها أن تلبيه بالحضور إلى محله، بل الأفضل لها أن تصلي في بيتها أو مكان عملها أو دراستها، ويمكنك أن تراجعي في ذلك الفتوى رقم: 10306.
فلا تتألمي -إذاً- ولا تتصوري من نفسك النفاق لأنك لم تلبي نداء المؤمنين.
والله أعلم.