الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالدعاء المشار إليه هو ما ورد في الحديث الذي أخرجه البخاري عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: مَنْ تَعَارَّ مِن اللَّيْلِ، فَقَالَ حِينَ يَسْتَيْقِظُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ، لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ، وَلَا قُوَّةَ، إِلَّا بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ، ثُمَّ دَعَا: رَبِّ اغْفِرْ لِي، غُفِرَ لَهُ -قَالَ الْوَلِيدُ -وهو أحد رواة الحديث-: أَوْ قَالَ: دَعَا، اسْتُجِيبَ لَهُ- فَإِنْ قَامَ، فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ صَلَّى، قُبِلَتْ صَلَاتُهُ....
فاقتضى الحديث أن من حصل منه ذلك، ثم قال: اللهم اغفر لي، أو دعا استجيب له. ولم يعلق ذلك على وضوئه، وصلاته، لكنه لو صلى قبلت صلاته أيضا.
قال ملا القاري في شرح مختصر صحيح البخاري: دل الحديث على ما يأتي: أولاً: فائدة هذا الذكر المبارك له نفعه لمن قاله بيقين، وإيمان بعد استيقاظه من نوم الليل، ودعا، فإنه يستجاب له. ثانياً: أن صلاة الليل بعد هذا الذكر مقبولة.
وبالتالي، فيرجى قبول دعائك، وثنائك على ربك، ولو لم تتوضأ، ولم تصل.
والله أعلم.