الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فننوه إلى أن التعارف بين الشباب والفتيات -ولو كان بغرض الزواج-، وما يعرف بعلاقات الحب والإعجاب بينهما؛ كل ذلك باب فتنة وذريعة شر وفساد؛ فينبغي الحذر من التهاون في هذه العلاقات.
وإذا كان الشاب المذكور كفؤا لك؛ فلا حقّ لوليك في منعك من التزوج به، وإذا منعك؛ كان عاضلًا لك.
قال ابن قدامة -رحمه الله- في المغني: ومعنى العضل منع المرأة من التزويج بكفئها إذا طلبت ذلك، ورغب كل واحد منهما في صاحبه. انتهى.
وفي حال ثبوت العضل من الولي، فبعض أهل العلم يرى انتقال الولاية إلى من بعده من الأولياء، وبعضهم يرى أنها تنتقل للسلطان.
قال ابن قدامة -رحمه الله- في المغني: إذا عضلها وليها الأقرب، انتقلت الولاية إلى الأبعد. نص عليه أحمد، وعنه رواية أخرى، تنتقل إلى السلطان. انتهى.
فالذي ننصح به أن تتفاهمي مع وليك، أو توسطي من يكلمه من الأقارب، أو غيرهم، ممن له وجاهة عنده، فإن رضي بزواجك من هذا الشاب؛ فهذا خير، وإن أبى؛ فيجوز أن يزوجك من بعده من الأولياء حسب الترتيب المبين في الفتوى: 32427.
وإذا لم يمكنك ذلك؛ فلك رفع الأمر إلى القضاء، لإلزام الولي بتزويجك، أو تزويج القاضي لك في حال امتناع الأولياء.
والله أعلم.