الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
ففي البداية نهنئك على توفيق الله تعالى لك بالتوبة وارتداء الحجاب، فإن الله تعالى يتقبل توبة التائبين ويفرح بها، فقد قال الله تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ [الشورى:25]، وقال صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه وحسنه الشيخ الألباني.
ثم اعلمي أن عملك في وظيفة تشتمل على الاختلاط المحرم بالرجال لا يجوز إلا في حالة الضرورة الملحة بحيث لا تجدين ما يقوم بحاجاتك الضرورية، إضافة إلى الضوابط الشرعية المطلوبة في هذا الأمر، والتي هي مفصلة في الفتوى رقم: 3859.
فإذا كنت محتاجة إلى هذا العمل وأمكن انفصالك عن الشخص المذكور فهذا حسن ويحرم عليك الخلوة معه أو مجالسته وكل ما يؤدي إلى حصول ريبة بينكما، وإذا لم يمكن الانفصال والبعد عن المكان الذي يوجد فيه الشخص المذكور وعلمت من نفسك عدم السيطرة على الوقوع المتكرر في المعصية، فالواجب عليك ترك هذه الوظيفة والبحث عن وسيلة للكسب مباحة ولن يضيعك الله تعالى، فقد قال الله تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِب [الطلاق: 2-3].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن روح القدس نفث في روعي أن نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ولا يحملن أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله فإن الله لا ينال ما عنده إلا بطاعته. صححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع الصغير، وراجعي الفتوى رقم: 3539.
والله أعلم.