الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فتركك قراءة القرآن بحجة عدم تَعقُّل معانيه، كان من استدراج الشيطان ليبعدك عن الطاعة التي اعتدت عليها.
واعلمي أن المسلم عليه أن يوازن بين هذه الأمور: فيطالع ما يُعينه على فهم القرآن، ولا يترك ما يعتاده من القراءة، وإن خفيت عليه بعض المعاني؛ فإن في قراءة القرآن خيرا كثيرا.
فعليك أن تعودي لتلاوة كتاب الله تعالى، وأن تجعلي لك وِرْدًا مستمرا منه بحسب حالك.
وعليك أن تتدرجي في قراءة التفسير وفهم المعاني، وليكن بحوزتك كتاب مثل كلمات القرآن للشيخ حسنين مخلوف، فإذا وجدت كلمة غريبة أو صعبة نظرت في معناها.
واقرئي في كتاب تفسير سهل كتفسير السعدي، أو أيسر التفاسير للجزائري قبل قراءة ابن كثير.
وجاهدي نفسك مجاهدة صادقة للعودة لما كنت عليه وزيادة، فالزمي النوافل، وأكثري من الذكر والدعاء، واصحبي أهل الخير، وانخرطي في الأنشطة العلمية والدعوية بمنطقتك، أو على الشبكة. وخذي بأسباب الاستقامة والصلاح، ومن أهمها: صحبة الصالحات.
ودعي عنك الوساوس التي توهمك بأن بك نفاقا، أو غير ذلك، ولا بد من مجاهدة النفس مجاهدة صادقة، وطرح الكسل، والتغلب على وساوس الشيطان، وسيحصل لك مقصودك بإذن الله بصدق المجاهدة، كما قال الله: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا {العنكبوت: 69}.
ونسأل الله تعالى أن يعينك على ذكره وشكره، وحسن عبادته.
والله أعلم.