الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه على افتراض وجود رجل على الدين المسيحي غير المحرف وكان موحداً إلى آخر ما ذكره السائل، فإن مجرد هذا الإقرار لا ينفعه إلا إذا دخل في دين الإسلام، وآمن برسوله محمد صلى الله عليه وسلم، والتزم بشريعته ظاهراً وباطناً، يقول الله تعالى: وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ [آل عمران:85].
وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: والذي نفس محمد بيده؛ لا يسمع بي أحد من هذه الأمة لا يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار.
ثم إن هذا لو كان متبعاً اتباعاً كاملاً كما في السؤال لآمن بمحمد صلى الله عليه وسلم ولدخل دين الإسلام؛ لأن مما جاء به عيسى التبشير بمحمد صلى الله عليه وسلم، والأمر بالإيمان به فمن لم يفعل لم يتبع عيسى.
والله أعلم.