الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ثبت عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن الميت يسأل في قبره
روى أبو داود في سننه والحاكم وصححه من حديث عثمان رضي الله عنه قال : (كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال : استغفرو ا لأخيكم واسألوا له التثبيت فإنه الآن يسأل ). ويمكنك أن تراجع المزيد عن الموضوع في الفتوى رقم : 2576.
واعلم أن أمور القبر وسؤال الملكين وما مع ذلك من عذاب أو نعيم هي من المغيبات التي لا يمكن الاجتهاد فيها، بل الواجب فيها التوقف عندما وجد منصوصا.
ويجب الإيمان بأن من أراد الله له العذاب في الفترة البرزخية فلا بد أن يعذب سواء قبر أو لم يقبر . قال محمد السفياني رحمه الله في كتابه لوامع الأنهار البهية :" من لم يدفن من مصلوب ونحوه يناله نصيبه من فتنة السؤال وضعطة القبر . قال الإمام المحقق في كتاب الروح: مما ينبغي أن يعلم أن عذاب القبر هو عذاب البرزخ فكل من مات وهو مستحق للعذاب ناله نصيبه منه قبر أو لم يقبر . فلو أكلته السباع أو حرق حتى صار رمادا أو نسف في الهواء أو غرق في البحر وصل إلى روحه من العذاب وبدنه من العذاب ما يصل من المقبور ".
وأما متى يكون هذا السؤال بالتحديد وهل يتأجل عن الميت الذي تأخر دفنه أولا، فذاك مما لا نستطيع الجواب عنه.
والله أعلم