الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كان أبوك قاطعا، لكن دون عذر، وكان قادرا على الإنفاق، ولم ينفق عليكن النفقة الواجبة بالمعروف رغم حاجتكن للنفقة؛ فهو آثم إثما عظيما؛ فقطع الرحم من كبائر المحرمات، وكذا ترك الإنفاق الواجب على العيال إثم عظيم؛ ففي سنن أبي داود عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت. وفي صحيح مسلم عن النبي -صلى الله عليه وسلم- : كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يَحْبِسَ عَمَّنْ يَمْلِكُ قُوتَهُ.
ورفع الأمر للقضاء في هذه الحال؛ جائز وليس من العقوق للأب، وانظري الفتوى: 221314
لكن إثمه، وظلمه لا يسقط حقّه على أولاده في البر، والمصاحبة بالمعروف، وانظري الفتوى: 114460وأمّا إذا كان الأب عاجزا عن الإنفاق عليكن؛ فلا إثم عليه، وراجعي الفتوى: 478675
فالذي عليكن أن تبروا أباكم، وإن قطعكم، أو ظلمكم.
والله أعلم.