الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الظلم من كبائر الذنوب، وقد حذر الله عز وجل منه في محكم كتابه، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم. قال الله تعالى: [مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطَاعُ] (غافر: 18).
وقال صلى الله عليه وسلم: اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح، فإن الشح أهلك من كان قبلكم... رواه البخاري ومسلم وقال صلى الله عليه وسلم فيما يحكيه عن ربه تبارك وتعالى: يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا...
والظلم من الكبير والمسؤول والراعي يكون أشد تحريما وأعظم قبحا، لأن المفروض فيه أن يحافظ على من جعله الله تعالى تحت يده ويحفظه من كل مكروه ويرعاه من كل ضرر، فإذا صدر الظلم من المسؤول كان ذلك أشد عقوبة.
ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم ما من عبد يسترعيه الله تعالى رعية فلم يحطها بنصيحة إلا لم يجد رائحة الجنة. رواه البخاري ومسلم. وفي رواية: ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة.
والله أعلم.