الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كان الحال ما ذكرت من أن مدة إقامة بنات إخوته مثل هذه المدة -شهرين فأكثر-؛ فلستِ مخطئة باعتراضكِ على إقامتهن عندكم كل هذه المدة، إن لم يَكُنَّ في جزء من البيت مستقل بمرافقه؛ فإن بقاءهن في البيت كل هذه المدة فيه حرج على المرأة في الغالب، وقد جعل الشرع المسكن المستقل حقا للزوجة على زوجها، ليدفع عنها الحرج، كما سبق بيانه في الفتوى: 66191.
وتراجع أيضا الفتوى: 64629.
ولا ينبغي للزوج أن يضيق على زوجته في هذا الجانب، وأن لا يفرض عليها، ما لم يلزمها الشرع به، وفي المقابل قد يكون الأفضل للمرأة أن تصبر، وتحتمل بقاء أهل زوجها معه، ولا سيما إذا كانت المدة محددة كما هو الحال هنا، هذا بالإضافة إلى أن هنالك مصلحة لكِ، وهي بقاء هؤلاء البنات مع أولادكِ مدة غيابكِ، ثم إن موافقتكِ على بقائهم مما تحسن به العشرة بينكِ، وبين زوجكِ من جهة، وبينكِ وبين أصهاركِ من جهة أخرى، وفي ذلك إغلاق لباب الشيطان، وسد مداخله، لئلا تكون الشحناء، ويقع الخصام.
والله أعلم.