الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فما يفعله زوجك من إنشاء علاقات عاطفية مع نساء أجنبيات بحجة التودُّد لهنَّ؛ ليثقن به، فيسهُل عليه دعوتهن للإسلام، لا يجوز شرعًا، وهو من مكايد الشيطان، وتتبع خطواته، حيث يُزَيِّن للإنسان المعاصي في صورة الدعوة إلى الله -تعالى-، ودين الله -سبحانه- أعزّ من أن يُسوَّق له بما لا يرضيه سبحانه.
وأمّا قول زوجك: إنَّه ينوي خطبة هؤلاء الفتيات، فليس مسوِّغًا لاستمرار هذه العلاقات؛ لأن المرأة قبل العقد عليها، هي أجنبية عن الرجل، ولا يجوز الكلام معها، إلا للحاجة، حتى بعد خطبتها.
ولا حرج عليك في منعه من الاستمرار في هذه العلاقات رغم ما يدَّعيه من رغبته في دعوتهن للإسلام، فمع أنَّ الأصل هو أنَّ دعوة الرجل للنساء الأجنبيات؛ ليدخلن في الإسلام لا حرج فيها إذا رُوعيت الضوابط الشرعية؛ إلا أنَّ الطريقة التي يتبعها زوجك فيها مخاطر، لا يؤمن تجاوزها، ولا السلامة منها، وقد شدد العلماء في أمر الحديث مع الأجنبية، والمواظبة على ذلك.
ولا شكَّ أنَّ الأولى أن تتولى دعوتها امرأة مثلها؛ سدًّا للذريعة، ومنعًا للفتنة، كما هو مُبَيَّن في الفتويين: 1759 21582.
والله أعلم.