الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنذركِ نذر طاعة يجب الوفاء به، لحديث: مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللَّهَ فَلْيُطِعْهُ. رواه البخاري.
وإن قصدتِ عند النذر بقولكِ: في سبيل الله- سبيلا معينا كالجهاد، أو إعطائه للفقراء، والمساكين. فالواجب عليك إنفاق المال فيما نويتيه، لأن النية تخصص النذر، وتقيده.
كما بيناه في الفتوى: 478681.
وإن لم تقصدي بقولكِ: في سبيل الله- سبيلا معينا جاز لكِ أن تنفقي المال في كل طاعة لله تعالى.
جاء في الموسوعة الفقهية: سَبِيل اللَّهِ فِي أَصْل الْوَضْعِ هُوَ: الطَّرِيقُ الْمُوَصِّلَةُ إِلَيْهِ تَعَالَى، فَيَدْخُل فِيهِ كُل سَعْيٍ فِي طَاعَةِ اللَّهِ، وَفِي سَبِيل الْخَيْرِ. اهــ،
وقد جاء في الحديث عند الترمذي: مَنْ خَرَجَ فِي طَلَبِ العِلْمِ فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى يَرْجِعَ.
وفسر بعض الفقهاء جملة: في سبيل الله- بطلبة العلم، حتى قال ابن عابدين الحنفي في حاشيته: التَّفْسِيرُ بِطَالِبِ الْعِلْمِ وَجِيهٌ خُصُوصًا وَقَدْ قَالَ فِي الْبَدَائِعِ: فِي سَبِيلِ اللَّهِ جَمِيعُ الْقُرَبِ، فَيَدْخُلُ فِيهِ كُلُّ مَنْ سَعَى فِي طَاعَةِ اللَّهِ، وَسَبِيلِ الْخَيْرَاتِ إذَا كَانَ مُحْتَاجًا. اهــ.
وإنفاق المال في الدعوة إلى الله تعالى، وتعلم العلم، وعلى طلبته هو طاعة لله تعالى، وفي سبيله.
فلا حرج عليكِ حينئذ أن تخرجي النذر في صورة جوائز مالية للفائزين في طلب العلم.
وانظري للفائدة الفتوى: 400033.
والله أعلم.