الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن لم يتعدَّ الأمر الشعور القلبي تجاه أهلك، بسبب معاملتهم لك، فلا إثم عليك في ذلك؛ لأن هذا مما لا تملك التحكم فيه، ولا يحصل باختيارك، وقد قال الله تعالى: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا {الأحزاب: 5}.
ولكن عليك الحذر من أن يترتب على ذلك ما يؤذي أحدا منهم من قول، أو فعل، ولاسيما الوالدان؛ لأن هذا قد يؤدي للعقوق، وينبغي للمسلم أن يحفظ المعروف لمن قدم إليه معروفا، ويحسن إلى من أحسن إليه، فهذا من شيم الكرماء، لا أن يقابل الإحسان بالإساءة، فذلك من شأن اللؤماء.
ونوصي بالحرص على الإصلاح، والعمل على أن تكون العلاقة بين الأرحام على أحسن حال، وذلك بدعاء الله سبحانه، وسؤاله التوفيق، ثم الاستعانة بالعقلاء من الناس، ومن يرجى أن يكون لقوله تأثير.
والله أعلم.