الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فدعوة الوالدين على ولدهما العاق، أو الظالم لهما؛ مستجابة -بإذن الله- وقد ذكر بعض أهل العلم أنّ ذلك مقيد بكون الولد مبالغا في العقوق، قال في فيض القدير عند شرح هذا الحديث: ثم الظاهر أن ما ذكر في الولد مخصوص بما إذا كان الولد كافرا، أو عاقا غاليا في العقوق، لا يرجى بره. انتهى.
لكن ذلك كله في حال أنّ الولد لم يتب من العقوق؛ أمّا إذا تاب توبة صحيحة؛ فالمرجو من الله تعالى ألا يضره دعاء والديه عليه حال العقوق؛ فالتوبة تمحو ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، فلا يعاقب التائب على ذنبه في الدنيا، ولا في الآخرة، قال ابن تيمية –رحمه الله-: ونحن حقيقة قولنا أن التائب لا يعذب لا في الدنيا، ولا في الآخرة، لا شرعا، ولا قدراً. انتهى.
فاجعل همتك الآن في الاجتهاد في الاستقامة، والسعي في بر الوالدين، وإرضائهما، والتوبة إلى الله عز وجل، ولا تيأس، ولا تقنط من رحمة الله ومغفرته ما دمت تائبا إلى الله تعالى؛ فأبشر بقبول التوبة، وأحسن ظنك بربك، واشغل نفسك بما ينفعك في دينك، ودنياك، ويقربك إلى ربك. وراجع الفتوى: 300277
والله أعلم.