الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما دمت في صلاة نافلة، والقارئ ليس إماما لك في تلك الصلاة، فليس عليك سجود عند جمهور العلماء - ومنهم المالكية - بل إن مشروعية سجود التلاوة عند هؤلاء الجمهور تختص بالقارئ، والمستمع فقط، دون السامع، وزاد المالكية شرطا في السامع، وهو: أن يستمع ليتعلم من القارئ التلاوة، وأحكامها.
يقول خليل المالكي في مختصره: سجد بشرط الصلاة، بلا إحرام، وسلام، قارئ، ومستمع فقط، إن جلس ليتعلم. انتهى.
ويقول شارحه عليش في منح الجليل:... وشخص مستمع: أي قاصد سماع القراءة فقط، أي: دون سامعها بلا قصد... إن جلس المستمع ليتعلم من القارئ آيات القرآن، وكلماته، أو أحكامه، ومخارج حروفه، ومثل المتعلِّمِ: المستمعُ المعلِّمُ، واحترز ممن استمع لمجرد الثواب، أو تدبر القرآن، والاتعاظ به، أو السجود، فلا يخاطبون بالسجود. انتهى.
والخلاصة: أنت لست مطالبا بسجود التلاوة إذا قرأ هؤلاء موضعَ سجدة التلاوة.
والله تعالى أعلم.