الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنا نهنئك بندمك، وتوبتك، وقطعك لهذه العلاقة، ونرجو الله أن يقبل توبتك، ويغفر لك، فقد قال الله تعالى: أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ {التوبة: 104}.
وقال سبحانه: قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر: 53}.
وقال تعالى: وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ {الأنعام: 54}.
وقال تعالى: فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ {المائدة: 39}...
وقال صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه، وحسنه الألباني.
وقال: من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه. رواه مسلم.
وقد أحسنت في قطع هذه العلاقة من دون نقاش، وأما عن تأذيها بما حصل: فإن كان ذلك باختيار منها -بمعنى أنها طاوعتك في المعصية- فإنها هي التي جنت على نفسها، وتسببت في أن يحدث لها ما حدث، فعليها أن تتحمل عاقبة ذلك.
وبناء عليه، فننصحك بعدم الرد عليها، لئلا يستدرجك الشيطان للمعصية، فإن من مقاصد الشريعة سد الذرائع التي قد توصل إلى الحرام، والكلام، والمراسلة مع امرأة شابة، سبق لك الافتتان بها من أعظم الوسائل التي قد تجر إلى الوقوع في الحرام، وإن زين الشيطان ذلك في أول الأمر، وأظهره على أنه مساعدة لها في علاج ما تعانيه، فقد نص الفقهاء -رحمهم الله- على المنع من التكلم مع المرأة الشابة خشية الفتنة، فقال العلامة الخادمي -رحمه الله- في كتابه: بريقة محمودية، وهو حنفي: التكلم مع الشابة الأجنبية لا يجوز بلا حاجة، لأنه مظنة الفتنة. اهـ.
والله أعلم.