الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فأحسن الله عزاءكم في والدكم، وعظَّم أجركم، وغفر الله له، ورحمه برحمته الواسعة.
وبخصوص ما سألت عنه: فلا إثم عليك، ولا كفارة فيما حدث، وإغماض عيني الميت، وَشَدُّ لَحْيَيْه أمر مستحب، وليس واجبا يأثم تاركه.
جاء في الفواكه الدواني: وَ يُسْتَحَبُّ لِمَنْ حَضَرَهُ إغْمَاضُهُ، أَيْ إغْلَاقُ عَيْنَيْهِ (إذَا قَضَى) أَيْ مَاتَ بِالْفِعْلِ وَلِذَلِكَ عَبَّرَ بِإِذَا الْمُفِيدَةِ لِلتَّحْقِيقِ، كَمَا يُسْتَحَبُّ شَدُّ لَحْيَيْهِ بِعِصَابَةٍ عَرِيضَةٍ، وَيَرْبِطُهَا مِنْ فَوْقِ رَأْسِهِ لِيَنْطَبِقَ فَاهُ.
وَإِنَّمَا اُسْتُحِبَّ إغْمَاضُهُ؛ لِأَنَّ فَتْحَ عَيْنَيْهِ بَعْدَ مَوْتِهِ يَقْبُحُ بِهِ مَنْظَرُهُ، كَمَا أَنَّ فَتْحَ فِيهِ كَذَلِكَ. اهــ.
وأنت بذلت وسعك في تحقيق هذه السنة المستحبة، فتؤجر -إن شاء الله تعالى-، ولا حرج عليك فيما عجزت عنه.
والله أعلم.