الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأداء أمانة العمل، وبذل النصيحة للشركة، والنهي عن الفساد في الأرض، كل ذلك يقتضي أن يسعى المرء لعلاج مشاكل العمل، ومحاربة ما يحصل فيه من فساد، أو منكرات شرعية، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ {الأنفال: 27}.
وقال عز وجل: وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ {المؤمنون: 8}.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أد الأمانة إلى من ائتمنك. رواه الترمذي، وحسنه، وأبو داود، وصححه الألباني.
وفي صحيح مسلم عن تميم الداري -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الدين النصيحة، قلنا: لمن؟ قال:لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم.
قال الكرماني في الكواكب الدراري: النصيحة كلمة جامعة معناها: حيازة الحظ المنصوح له، وهو إرادة صلاح حاله، وتخليصه من الخلل، وتصفيته من الغش. اهـ.
وعلى ذلك، فإن وجد السائل طريقة لفعل ذلك دون إبلاغ المسؤولين، ومراسلتهم، فليفعل ذلك، وإلا فليراسل إدارة الشركة، لا لمجرد الانتقام من هؤلاء الأشخاص، وإنما لتصحيح الوضع، وإزالة الفساد، وانظر للفائدة الفتويين: 316894، 385534.
والله أعلم.