الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحديث المشار إليه هو ما أخرجه مسلم في صحيحه، من حديث خيثمة، وفيه: كفى بالمرء إثما أن يحبس عمن يملك قوته.
وفي رواية لأحمد: قال مولى لعبد الله بن عمرو: إني أريد أن أقيم هذا الشهر هاهنا ببيت المقدس، فقال له عبد الله: تركت لأهلك ما يقوتهم هذا الشهر؟ قال: لا، قال: فارجع إلى أهلك فاترك لهم ما يقوتهم، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت.
قال المناوي في فيض القدير: وهذا صريح في وجوب نفقة من يقوت، لتعليقه الإثم على تركه، لكن إنما يتصور ذلك في موسر، لا معسر، فعلى القادر السعي على عياله، لئلا يضيعهم. انتهى.
وبالتالي: فما دمت غير مستطيع، فلا إثم عليك -إن شاء الله تعالى- لأنك لم تتعمد تضييع عيالك، إن كان الراتب لا يكفي لكل الحاجات، وإنما يكون اللوم، والإثم على المقصر المتواني في السعي مع قدرته عليه.
والله أعلم.