الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم -أولا- أن من الإيمان أن يحب المسلم أخاه المسلم محبة خالصة لوجه الله تعالى، ومن السنة أن يخبره بمحبته له، كما سبق وأن بينا ذلك في الفتوى: 52433.
وحَسنٌ أنك تريد أن تكون سببا لدخول هذا الرجل الجنة، ولا شك أن هذه من أفضل الأماني، وأحسنها؛ لأن في ذلك السعادة الحقيقية، كما قال تعالى: فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ {آل عمران: 185}.
وثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: من يدخل الجنة ينعم، لا يبأس، لا تبلى ثيابه، ولا يفنى شبابه.
ولا شك في أن الدعاء من أهم ما يمكن أن تنفعه به، ودعوة المسلم لأخيه المسلم حال غيبته عنه مستجابة، كما في صحيح مسلم، عن أم الدرداء -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة، عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير، قال الملك الموكل به: آمين، ولك بمثل.
ويمكنك أيضا أن تنفعه بأن تعينه على الاستقامة، وقد أمر الشرع بالتعاون على الخير في قوله عز وجل: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة: 2}.
وإذا أعنته في سبيل الخير فإنك بذلك تكون قد أفدته، وأفدت نفسك؛ لأن من أرشد أحدا إلى الخير كان له مثل أجره، روى الترمذي عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم: قال: الدال على الخير كفاعله.
وإذا أحب كل منكما الآخر، واجتمعتما على الخير، وافترقتما عليه، جعلكما ذلك في مقام عظيم يوم القيامة، ففي حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.. ورجلان تحابا في الله، اجتمعا عليه، وتفرقا عليه.... الحديث.
هذا بالإضافة إلى بعض الأحاديث التي ذكرناها في الفتوى التي أحلناك عليها سابقا.
والله أعلم.