الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن قرأ أذكار الصباح والمساء على ماء، ثم شرب من هذا الماء كلما أصبح وكلما أمسى، أو اغتسل به، أو غير ذلك؛ لم يكن آتيا بأذكار الصباح والمساء المشروعة بلا ريب، بل هو إن تكلم بها في نفسه دون أن يتلفظ لم يكن آتيا بها باتفاق العلماء، فكيف إذا لم تخطر على باله!
بل إن لم يحرك لسانه وشفتيه بحيث يسمع نفسه الذكر، لم يكن آتيا به على الوجه المشروع، فلم يستحق الثواب عليه عند الجمهور، خلافا للمالكية.
واختار قول المالكية -وهو أنه لا يشترط أن يسمع نفسه، وإنما يكفي تحريك اللسان والشفتين- شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
والحاصل أن من فعل هذا لم يكن آتيا بالأذكار المشروعة بلا ريب، وإن رجي انتفاعه ببركة الماء الذي تليت عليه تلك الأذكار.
والله أعلم.