الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد أحسنت بتوبتك من التقصير في الصلاة، وحرصك على المحافظة عليها، فجزاك الله خيرا.
ونسأله أن يزيدك هُدى، وتُقى، وصلاحا.
والمصائب التي تصيب الإنسان، أو يتعرض لها الزوجان في حياتهما الزوجية لا يلزم أن تكون بسبب شيء من المعاصي، أو لأمر غير طبيعي من سحر ونحوه، بل قد تكون لمجرد الابتلاء، فالحياة الدنيا دار ابتلاء، كما قال تعالى: كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ {الأنبياء: 35}.
والنبي -صلى الله عليه وسلم- قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ومع ذلك كان أشد الناس بلاء.
روى أحمد عن أبي عبيدة بن حذيفة عن عمته فاطمة -رضي الله عنها- أنها قالت: أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم نعوده في نساء، فإذا سقاء معلق نحوه يقطر ماؤه عليه من شدة ما يجد من حر الحمى. قلنا: يا رسول الله، لو دعوت الله فشفاك، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن من أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم.
وإن غلب على الظن أن تكون المصائب بسبب شيء من السحر مثلا، فسبيل العلاج هو الرقية الشرعية بقراءة القرآن، والأذكار الشرعية والأدعية.
ولمزيد من الفائدة، انظري الفتاوى: 7970، 5252، 4310.
والأفضل للمسلم أن يرقي نفسه بنفسه، فهو المصاب، والمرجو أن يكون ذلك أدعى للإخلاص في الرقية والدعاء، والإخلاص من أعظم السبل إلى تحقيق المطلوب.
وإن احتاج المسلم لرقية غيره؛ فلا بأس، ولكن ينبغي تحري أهل الاستقامة في العقيدة والسلوك والأخلاق، ويجب الحذر من السحرة وأهل الكهانة والدجل، ومن يدعون شيئا من الغيب.
ونخشى أن يكون الرجل المذكورمنهم -فيما يظهر- لإخباره بشيء من المغيبات، واستخدامه البخور والملح، ولا ينبغي الاغترار باستخدامه لآيات من القرآن، فقد يكون ذلك للتلبيس والتضليل.
وتراجع لمزيد من الفائدة، الفتوى: 280288.
وتحصين النفس من السحر والسحرة يكون بالذكر، وخاصة تلاوة القرآن، وكثرة ذكر الله -عز وجل-، والمحافظة على أذكار الصباح والمساء، وغير ذلك من الوسائل. وراجعي للمزيد الفتوى: 76898.
ونوصيك بكثرة الدعاء لزوجك بالتوبة، والهداية للصراط المستقيم.
واعملي على مناصحته بالحسنى، واستعيني عليه بالمقربين إليه من أهل الخير والفضل، عسى أن يسمع لقولهم ويستجيب، وينتفع، فقد قال الله تعالى: فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ {الزمر17: 18}.
والله أعلم.