الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا مانع شرعاً من التعامل مع الكفار بالضوابط الشرعية، بحيث لا تصل المعاملة معهم إلى المحبة والمودة والرضى بما هم عليه والموالاة لهم، وإنما يجب أن يبقى التعامل معهم في حدود الإنصاف لهم والعدل معهم والإحسان إليهم، إذا كانوا مسالمين (غير محاربين)، كما قال الله تعالى: لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ* إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [الممتحنة: 7-8].
وما دامت هذه المرأة تريد الإسلام فعليك أن تسامحيها وتقبلي معذرتها، ولعل هذا خير ساقه الله تعالى إليك لتكوني سبباً في هدايتها، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم. رواه البخاري ومسلم، وقد كان السلف الصالح يبذلون كل غال ونفيس لهداية الناس وتأليف قلوبهم حتى يدخلوا في الإسلام، نسأل الله تعالى التوفيق والهداية للجميع.
والله أعلم.