الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيرًا على إقبالك على التوبة، والمحافظة على الصلاة والتزام الحجاب.
ونسأله -تبارك وتعالى- أن يحفظك ويحفظك لك دينك، ويرزقك العافية في دينك ودنياك.
ولم يتبين لنا من خلال ما ذكرت أنك قد وقع منك ظلم لزوجة هذا الرجل أو أهله؛ لتطلبي منهم العفو والمسامحة.
وإن وقع منك ظلم لهم بغيبة ونحوها من الأمور المعنوية، فيكفيك أن تكثري من الدعاء لهم بخير. وراجعي الفتوى: 18180.
وإن كانوا قد ظلموك، فإن شئت عفوت عنهم، وإن شئت أن يقتص لك منهم يوم القيام؛ فلك ذلك. والعفو أفضل، كما هو مبين في الفتوى: 62832.
وعليك بإحسان الظن بربك، والثقة به بأنه يتوب على من تاب، فهو القائل: قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر: 53}. واجتهدي في تناسي ما مضى، واستشراف المستقبل.
وإن كان الواقع ما ذكرت من أنهم فضحوك، وأرسلوا تلك الصور إلى أهلك، فإنهم قد أساءوا بذلك؛ إذ الواجب الستر على المسلم، وخاصة إن كان قد تاب إلى الله وأناب.
وانظري الفتوى: 58259.
والله أعلم.