الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فهنالك خلاف بين الفقهاء فيما يجب على المرأة أن تطيع زوجها فيه.
فمنهم من ذهب إلى أنها يجب عليها طاعته في كل ما يأمرها به، مما لا معصية لله فيه.
وذهب آخرون إلى أن طاعتها مقيدة بأمور الزواج وتوابعه.
وسبق بيان ذلك بالتفصيل في الفتوى: 130355.
وعلى كل تقدير، ليس للزوج أن يتسلط على زوجته، أو يتجبر عليها، أو يظلمها من أجل أمه.
فكما أنه يجب عليه أن يبر أمه، ويؤدي إليها حقوقها. يجب عليه أن يؤدي إلى امرأته حقوقها، فيعطي كل ذي حق حقه.
ولمعرفة حقوق المرأة على زوجها، يمكنك مطالعة الفتوى: 27662.
ولا يجوز لأم الزوجة أن تتحكم في زوجة ابنها، وليس لابنها أن يضغط على زوجته، ويلزمها أن تصبر على أذى أمه، بل من حقها عليه أن يدفع عنها أذى أمه، من غير أن يقع في عقوق أمه.
روى البخاري عن أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا. فقال رجل: يا رسول الله، أنصره إذا كان مظلومًا، أفرأيت إذا كان ظالمًا كيف أنصره؟ قال: تحجزه، أو تمنعه من الظلم؛ فإن ذلك نصره.
فإذا كان هذا في حق عامة المسلمين، فإنه يتأكد في حق الزوج مع زوجته.
وننبه إلى أن المشاكل بين أم الزوجة، وزوجة الابن مما يكثر، وينبغي للزوجين أن يتحريا الحكمة ويعملا على مداراة الأم، والمحافظة على العلاقة بينهما كزوجين. ثم إن تغاضي الزوجة عن أخطاء أم زوجها ما وسعها ذلك مما يحمد لها وهو من إكرام الزوج.
والله أعلم.