الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذه الإفرازات البنية التي رأيتها هي المعروفة بالكدرة، وفي كونها حيضا خلاف مشهور، فمذهب الجمهور أنها حيض، ومذهب الحنابلة أنها حيض إن كانت في زمن العادة، وذهب بعض العلماء منهم ابن تيمية إلى أنها ليست حيضا مطلقا، وانظري الفتوى: 117502.
والذي نفتي به في الكدرة أنها لا تعد حيضا إلا إذا اتصلت بالدم في آخره، أو كانت في مدة العادة، وانظري الفتوى: 134502.
وعليه؛ فما رأيته لا يعد حيضا، بل هو استحاضة فيما نفتي به ونختاره، إلا إن كان نزولها وافق زمن عادتك فيكون حيضا، وحيث كان ذلك استحاضة، فلا يجب عليك الغسل بعد انقطاعه، وتصومين وتصلين، وتتوضئين لكل صلاة، ومن ثم، فلا يجب عليك قضاء شيء من أيام الصيام، وحيث عدت حائضا، فلا يجب عليك سوى قضاء الأيام التي رأيت فيها تلك الإفرازات، فإن الغسل من الحيض ليس شرطا لصحة الصوم، لكن يجب عليك قضاء ما صليته من صلوات دون اغتسال في قول الجمهور، وعند شيخ الإسلام لا يلزمك قضاء، لكونك تجهلين الحكم، وانظري الفتوى: 125226.
والقضاء أحوط.
والله أعلم.