الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنجمل الجواب عما سألت عنه في النقاط التالية:
أولا: اقتراضك مالا مباحا لأجل الحج لا حرج فيه إذا كنت تعلم من نفسك القدرة على سداد تلك الديون. ولا يلزمك الاستدانة لأجل الحج، لكنك لو فعلت فلا حرج.
وانظر الفتوى: 7090
ثانيا: ما اكتسبته من عملك في البنك الربوي يعتبر مالا محرما، يلزمك التخلص منه بدفعه للفقراء والمساكين، وفي المصالح العامة للمسلمين. وليس لك استعماله في الحج أو الصدقة ونحو ذلك، فالله طيب، لا يقبل إلا طيبا.
وقد فصلنا القول في حكم الحج بمال حرام، في الفتويين: 45011، 27951.
ثالثا: يلزمك ترك العمل في البنك الربوي فورا ما لم تكن مضطرا إليه، لكونك لا تجد عملا غيره تنفق منه على نفسك، وعلى من تلزمك نفقته، فيباح لك البقاء فيه حينئذ، مع لزوم السعي في البحث عن عمل مباح، لا تباشر فيه محرما، ولا تعين عليه.
وقد قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا *وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ [الطلاق:2-3]. قال جل وعلا: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً {الطلاق:4 }.
والله أعلم.