الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فطالما أن هذه الشركة لم تقم على رأس مال بين الشركاء، وإنما غرضها هو تقبل الأعمال والقيام بصنعها وتركيبها من قبل الشركاء، بحسب ما يطلبه العملاء، فهي شركة أبدان أو أعمال.
جاء في المعايير الشرعية الصادرة عن هيئة المراجعة والمحاسبة الشرعية للمؤسسات المالية الإسلامية، في المعيار رقم: 12ـ المتعلق بالمشاركة والشركات الحديثة: شركة الأعمال -الصنائع أو الأبدان أو التقبل: هي اتفاق طرفين أو أكثر على تقبل الأعمال البدنية، أو الفكرية والقيام بالصنع أو تقديم الخدمة، أو الخبرة مع تحديد نسب الأرباح بينهم بحسب الاتفاق.
ليس لشركة الأعمال رأس مال نقدي؛ لأن محل المشاركة فيهــا هو العمل أو تقبله، ولا مانع من تفــاوت ما يؤديه أطرافها من أعمال بأنفســهم، أو بمن ينيبونه عنهم، أو تقســيم الأعمال المختلفة بينهم بما يحقق التكامل لإنجاز ما تقبلوه.
يتــم توزيع الربح بين الأطراف بحســب الاتفاق على ألا يشترط لأحدهم مبلغ مقطوع منه.
إذا اقتضت شــركة الأعمال توافر موجــودات ثابتة -مثل المعدات أو الأدوات- فيجوز أن يقدم كل طرف ما يحتاج إليه مع بقاء ما يقدمه مملوكا له، أو شــراء ذلك من أموال الشــركاء على أساس شركة الملك، كما يجوز تقديم الموجودات الثابتة من أحد أطراف الشركة بأجرة تسجل مصروفات على الشركة. اهـ.
ولا حرج فيما تسمونه راتبا شهريا، باعتباره جزءا معجلا من حصة ربح كل شريك، يخصم منه عند تسوية الحساب النهائي للأرباح.
جاء في المعيار السابق: يجــوز توزيــع مبالــغ تحــت الحســاب، قبل التنضيــض الحقيقي أو الحكمي، على أن تتم التســوية لاحقا، مع الالتزام برد الزيادة عن المقدار المستحق فعلا بعد التنضيض الحقيقي أو الحكمي. اهـ.
وكذلك لا حرج في اتفاقكم على صرف مبلغ مالي مقطوع للشريك، عن كل ساعة عمل حال السفر، أو العمل أكثر من 8 ساعات، كأجرة له على هذا العمل الذي لا يقتضيه عقد الشركة.
جاء في المعيار السابق: يجوز تكليف أحد الشــركاء بالمهمات... بعقد منفصل عن عقد الشــركة، بحيــث يمكن عزله دون أن يترتب على ذلك تعديل عقد الشركة أو فسخه، وحينئذ يجوز تخصيص أجر محدد له. اهـ.
والله أعلم.