الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كان إنفاق زوجك على جهاز أخته يؤدي إلى تقصيره في النفقة الواجبة بالمعروف عليك وعلى أولاده؛ فلا حقّ له في ذلك. فإنّ نفقة الزوجة والأولاد مقدمة على نفقة الأقارب الواجبة، فضلا عن النفقة غير الواجبة.
قال ابن قدامة -رحمه الله- في المغني: وَمَنْ لَمْ يَفْضُلْ عَنْ قُوتِهِ إلَّا نَفَقَةُ شَخْصٍ، وَلَهُ امْرَأَةٌ، فَالنَّفَقَةُ لَهَا دُونَ الْأَقَارِبِ؛ لِقَوْلِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي حَدِيثِ جَابِرٍ: «إذَا كَانَ أَحَدُكُمْ فَقِيرًا، فَلْيَبْدَأْ بِنَفْسِهِ، فَإِنْ كَانَ لَهُ فَضْلٌ، فَعَلَى عِيَالِهِ، فَإِنْ كَانَ لَهُ فَضْلٌ، فَعَلَى قَرَابَتِهِ. انتهى.
أمّا إذا كان زوجك ينفق عليك وعلى أولاده -إن كانوا- بالمعروف، فلا حرج عليه في الإنفاق على جهاز أخته، وبذل ماله في صلة أرحامه، وغير ذلك من التصرفات المباحة، ولا حقّ لك في الاعتراض عليه.
لكن لا مانع من التفاهم معه على سبيل النصيحة والمشاورة برفق وحكمة، في حدود إنفاقه على جهاز أخته وأولويته، والموازنة بينه وبين غيره من مصالح نفسه وأسرته.
وراجعي الفتوى: 146121 .
وعلى أية حال؛ فما دام زوجك صالحا، والعشرة بينكما طيبة؛ فاحرصي على ما يحفظ الود بينكما، واحذري من نزغ الشيطان وإفساده.
واعلمي أنّ حرص زوجك على بر والديه، وصلة أرحامه؛ عمل صالح، ينبغي عليك أن تحثيه عليه.
والله أعلم.