الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد اختلف أهل العلم في جواز سفر المرأة بغير محرم على قولين؛ الأول: المنع مطلقًا، وهو مذهب الحنفية والحنابلة، ما لم تدع ضرورة لذلك.
والثاني: جوازه مع رفقة مأمونة، في حج الفريضة خاصة، دون غيره من الأسفار، ومنعه فيما سوى ذلك ما لم تدع ضرورة له، وهو مذهب المالكية والشافعية، وانظر أدلة الفريقين في الفتوى: 445057.
واختار شيخ الإسلام ابن تيمية جواز سفر المرأة من دون محرم في كل سفر طاعة، إذا كانت في رفقة مأمونة تمنعها من أي اعتداء، أو إيذاء، واستظهر بعض فقهاء المالكية جواز سفر المرأة من دون محرم مطلقًا، إذا كانت في رفقة مأمونة.
ومما يمكن أن يقال إنه من صور سفر المرأة في رفقة مأمونة سفرها بالطائرة في الرحلات المباشرة من مطار المغادرة إلى مطار الوصول؛ حيث يغلب على الظن عدم التمكن من إيذائها، أو التعرض لها؛ لأن الطائرات مزودة بكاميرات، وعلى متنها من يحفظ الأمن، ويغيث المستغيث، ولمزيد بيان انظري الفتويين التاليتين: 95137، 337054.
والله أعلم.