الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فاعلم أولا أن شأن الطهارة والصلاة في السفر هين، ولا يتوقف شأنهما على ترك العمل، أو على وجود استراحات، أو أماكن للصلاة، إذ يمكنك أن تحمل معك من الماء ما يكفي للطهارة والصلاة، وإن عدمت الماء جاز لك التيمم والاستجمار بالحجارة ونحوها، وحيثما أدركتك الصلاة فصَلِّ، ففي الحديث: جُعِلَتِ لِيَ الْأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا، فَأَيْنَمَا أَدْرَكَ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي الصَّلَاةُ صَلَّى. متفق عليه.
وعلى كل حال؛ فإن دخل عليك وقت الظهر وأنت مسافر، وعلمت أنك ستصل إلى مدينتك قبل خروج وقت العصر، فلا حرج عليك أن تؤخر الظهر وتصليها جمعا مع صلاة العصر، ويلزمك حينئذ أن تتمها أربع ركعات، ولا تقصر.
وسؤالك عن السنة القبلية والبعدية: هل تجب عليك صلاتها؟ جوابه: أن تلك السنن صلوات مستحبة، وليست واجبة، فلا يجب عليك صلاتها، سواء كنت مسافرًا أو مقيمًا، عند الجمع، وفي غير الجمع.
وإن أردت صلاة سنة الظهر؛ فإنك قبل الجمع بين الظهر والعصر تصلي سنة الظهر، ثم تصلي الفرضين، ثم بعد العصر تصلي السنة البعدية للظهر، وانظر الفتويين: 266401، 171921.
والله أعلم.