الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فأما إحياء تقوى الله والأمانة في قلبك: فسبيله استحضار اطلاع الله عليك، ومراقبته إياك، وأن أفعالك بعلم منه سبحانه وتعالى، وأن تتفكري في القيامة وأهوالها، وتعلمي أن ما تفرين منه اليوم سيظهر لجميع الناس غدًا، حين تبلى السرائر، فاخشي أن تفتضحي بذنبك أمام الناس في الآخرة، وإياكِ والتشبع بما لم تُعطي، وأن تظهري حفظًا، ولست بحافظة.
لكن إن صعب عليك الحفظ، فقللي كمية المحفوظ، وأكثري تكرارها، واستعيني بالله تعالى، وأكثري من دعائه جل اسمه، ولا تتركي الحفظ بمرة، فإن هذا غلط، ولكن سددي وقاربي، وخذي من العمل ما تطيقين، فقللي كمية المحفوظ -كما ذكرنا-، وخذي القدر الذي تستطيعين حفظه، وابذلي جهدا أكبر في تكراره ومراجعته، وصارحي معلمتك بأن هذا القدر كثير عليك، وأنك لا تتمكنين من حفظه على وجهه، أو فانتقلي إلى معلمة أخرى تكون طريقتها في التحفيظ أنسب لك.
والله يوفقك لما فيه رضاه.
والله أعلم.