الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كنت على يقين من أن هذه النقطة كانت على الرجل قبل الوضوء أو غلب على ظنك ذلك فكان الواجب عليك أن تزيلها، أو تبذل الوسع في إزالتها إذا كانت على ظاهر الجلد وكان له جرم حتى تتيقن من وصول الماء إلى البشرة أو تجتهد في ذلك قدر طاقتك، إذ من شروط صحة الوضوء وصول الماء إلى بشرة سائر أعضاء الوضوء التي يجب غسلها، ومن صلى بوضوء غير متيقن من توفر شروط الصحة فيه فصلاته لا تصح لقوله صلى الله عليه وسلم: لا يقبل صلاة من أحدث حتى يتوضأ. رواه البخاري، ومن القواعد المسلمة أن الذمة لا تبرأ إلا بمحقق لذا، فإنا نرى أن تعيد الصلوات التي صليتها بذلك الوضوء الذي لم تتوفر فيه شروط الصحة.
وكذلك الحكم فيمن صلى وعلى أظافره نقط سميكة تحول بين الماء وبين الظفر فعليه أن يعيد تلك الصلاة بعد إزالة تلك النقط، بل ويعيد الوضوء على قول بعض أهل العلم، فقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً يصلي وفي ظهر قدمه لمعة لم يصبها الماء، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يعيد الوضوء والصلاة. رواه أبو داود، وصححه الألباني.
وفي الأخير نوصي السائل الكريم بالانتباه إلى طهارته والاجتهاد فيها، وفي نفس الوقت نحذره من الوساوس والاسترسال فيها.
والله أعلم.