الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالمال الذي أخذه الشخص المشار إليه بطريق الكذب، وتزوير التقارير الطبية؛ لا يحل له، ولا يملكه. سواء كان راتب تقاعد، أو منحة للأطفال والزوجة، أو غير ذلك؛ لأنه مال أُخذ بغير حق. والواجب عليه التوبة إلى الله تعالى، ورد ذلك المال.
وكذا نذره بإخراج مبلغ مما يحصله بطريق التزوير والكذب؛ فهو نذر غير منعقد أصلا، لأن المال ليس ملكا له، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: لَا نَذْرَ لِابْنِ آدَمَ فِيمَا لَا يَمْلِكُ، وَلَا عِتْقِ لَهُ فِيمَا لَا يَمْلِكُ، وَلَا طَلَاقَ لَهُ فِيمَا لَا يَمْلِكُ. أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَصَحَّحَهُ.
وإن كان يقصد بالنذر راتبا غير الراتب المذكور، الذي أخذه بطريق غير صحيح، فإن تحقق نذره، وحصل على راتب مشروع؛ فليوف بنذره.
وأما هذا المال الذي حصل عليه بالحيل المذكورة: فلا يملكه، وعليه رده إلى الجهات التي أخذ منها، ولو بطرق غير مباشرة.
والله أعلم.