الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد اشتمل سؤالك على عدة أمور:
الأمر الأول: ما يتعلق بالسحر حيث إن السحر حقيقة، وقد يضع الساحر أو أعوانه السحر في الطعام أو الشراب أو في غير ذلك، وعلاج السحر يكون بالرقية الشرعية بالقرآن والأذكار والأدعية، ولا يجوز علاج السحر بالذهاب إلى السحرة والمشعوذين والكهان والعرافين.
والذي يظهر من السؤال أن هذه المرأة التي أحضرت لعلاج السحر ليست راقية شرعية حيث استعملت الرصاص ولم تستعمل الرقية الشرعية، فإذا كانت هذه المرأة ساحرة أو كاهنة أو نحو ذلك فيجب على كل من أعان على الإتيان بها أو صدقها أن يتوب إلى الله من هذا الأمر.
الأمر الثاني: ما يتعلق بهذه الفتاة حيث إنها قد ارتكبت العديد من الآثام مع الرجال، فعليها أن تتوب إلى الله من هذا العمل، فإذا تابت وعلمت صدق توبتها بالقرائن من صلاح الحال فلا بأس عليك في الزواج بها من حيث الأصل، وكذلك عليها أن تتوب إلى الله إن ثبت تواطؤها ومشاركتها في عملية السحر.
والأمر الثالث: ما يتعلق بمعارضة أهلك لزواجك من هذه الفتاة، والذي ننصحك به هو أنه إذا صدقت توبة هذه الفتاة فإن لك أن تحاول إقناع أهلك بأن هذه الفتاة قد تغيرت وتابت وصلح حالها، وتذكر لهم بعض الأدلة والمظاهر على صلاح حالها من صلاة وذكر وقراءة قرآن وحجاب ونحو ذلك.. فإن اقتنعوا فذاك، وإلا فوسط لهم من يقنعهم ممن له كلمة عليهم، فإذا لم يقتنعوا فإن طاعة الوالدين مقدمة على الزواج من امرأة بعينها، فاتركها وابحث عن غيرها، ممن يرضاهن لك والداك، وعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً، وتذكر قول الله: وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللّهُ كُلاًّ مِّن سَعَتِهِ وَكَانَ اللّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا [النساء:130]، نسأل الله أن يصلح حالك وأن يسهل أمرك وأن يختار لنا ولك ما فيه الخير.
والله أعلم.