الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز لك دفع مال مقابل النجاح في امتحانات الدراسة الجامعية؛ فإن ذلك نوع من الرشوة المحرمة شرعا، مع ما في ذلك من غش وخداع للجهة المشرفة على التعليم، والتي ستصدر لك شهادة نجاح على أنك تجاوزت الامتحان، وأنك تستحقين الشهادة، وأنت إنما حصلت عليها بالرشوة.
والرشوة من كبائر الذنوب، فعن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: لعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الراشي والمرتشي. رواه أبو داود والترمذي، وقال: حسن صحيح.
قال الخطابي -رحمه الله- في معالم السنن: الراشي: المعطي، والمرتشي: الآخذ، وإنما يلحقهما العقوبة معا إذا استويا في القصد والإرادة، فرشا المعطي لينال به باطلا، ويتوصل به إلى ظلم، فأما إذا أعطى ليتوصل به إلى حق، أو يدفع عن نفسه ظلما، فإنه غير داخل في هذا الوعيد. اهـ.
ثم إن الطالب الذي يجتاز الامتحان برشوة أو غش سيحصل على شهادة، وبموجبها قد يعهد إليه بتولي مسؤولية، إما في التعليم أو الطب أو غيرهما، ويصبح مؤتمنًا على ما تولى، وكيف يصح له أن يتولى عملًا، ويأخذ في مقابله مالًا، وهو إنما حصل عليه بالرشوة والحيلة؟ هذا ظلم لنفسه، وظلم وخيانة لعموم الأمة.
وعليه: فالرشوة والغش في الامتحانات، وأخذ الشهادات قد تكون أعظم من الغش في كثير من المعاملات لما يترتب عليها من مفاسد.
والله أعلم.