الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالمرأة تعرف الطهر بإحدى علامتين: إما القصة البيضاء، وإما الجفوف، قال الباجي في المنتقى: وَالْمُعْتَادُ فِي الطُّهْرِ أَمْرَانِ: الْقَصَّةُ الْبَيْضَاءُ، وَهِيَ مَاءٌ أَبْيَضُ.
وَالْأَمْرُ الثَّانِي: الْجُفُوفُ، وَهُوَ أَنْ تُدْخِلَ الْمَرْأَةُ الْقُطْنَ، أَوْ الْخِرْقَةَ فِي قُبُلِهَا؛ فَيَخْرُجَ ذَلِكَ جَافًّا، لَيْسَ عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ دَمٍ، وَعَادَةُ النِّسَاءِ تَخْتَلِفُ فِي ذَلِكَ، فَمِنْهُنَّ مَنْ عَادَتُهَا أَنْ تَرَى الْقَصَّةَ الْبَيْضَاءَ، وَمِنْهُنَّ مَنْ عَادَتُهَا أَنْ تَرَى الْجَفَافَ. انتهى.
وقد ذكرت أنك رأيت الجفوف التام، فنويت الصيام بعد الفجر، وفي اليوم الثاني رأيت صفرة، أو كدرة، وإذا كان كذلك ففعلك صحيح، ولا عبرة بتلك الإفرازات، لأنها نزلت بعد الطهر، فلا تعتبر حيضا، لحديث أم عطية رضي الله عنها: كنا لا نعد الصفرة، والكدرة بعد الطهر شيئاً. رواه أبو داود.
وعليه؛ فصيامك صحيح، ولا قضاء عليك.
والله أعلم.