الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذه المسافة التي تقطعها من مدينتك إلى المدينة الأخرى التي تعمل بها، تبلغ مسافة القصر، فيجوز لك الترخص برخص السفر من قصر وجمع أثناء سفرك.
ولكن ينبغي التنبه إلى أن الصلاة التي يشرع قصرها في السفر هي الصلاة الرباعية فقط، وهي: الظهر والعصر والعشاء، وأما الفجر والمغرب فلا قصر فيهما، فتصلي الفجر ركعتين، والمغرب ثلاثًا سفرًا وحضرًا.
وإذا وصلت إلى المدينة التي تعمل بها فينحل سفرك طالما أنك ستمكث بها أكثر من أربعة أيام تامة؛ إذ ذكرت أن مدة العمل 14 يومًا، والإجازه 14 يومًا.
وعليه؛ فإذا وصلتها فأنت في حكم المقيم بها، وليس لك القصر ولا الجمع، بل تؤدي كل صلاة في وقتها تامة، سواء في اليوم الأول من وصولك أو غيره حتى تنشئ سفرا جديدا، وقد سبق أن بيَّنَّا ذلك في الفتوى: 331423.
هذا، ولا يجوز لك أن تخرج الصلاة عن وقتها فتصليها مجموعة آخر اليوم بحجة السفر، بل الواجب عليك أن تصلي الصلاة في وقتها أثناء سفرك. ولك حينئذ أن تترخص برخص السفر؛ فتقصر الرباعية، وتجمع بين الظهر والعصر في وقت إحداهما، وبين المغرب والعشاء في وقت إحداهما.
والله أعلم.