الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يمتع والدكم بالصحة والعافية، ويطيل عمره في طاعته، ويجعله قرة عين لكم، ونسأله أن يصلح الحال في بيتكم، وينعم عليكم بالعافية من كل بلاء.
ومما يحسن التنبيه عليه أولاً أنه لا ينبغي السؤال عن أمر الميراث وصاحب المال لا يزال حياً، ولا سيما إن كان الوالد هو صاحب المال، ثم إنه لا يدرى من يموت أولا، فمن يظن أنه الوارث قد يصبح الموروث لموته قبل الآخر.
وعلى وجه العموم فالأصل أن ما يتركه الميت حق لورثته، لكل واحد منهم نصيبه، حسب قسمة الله -عز وجل- في كتابه، وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، والزوجة من الورثة، فلها نصيبها، قال تعالى: وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ {النساء:12}.
وثبت في الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ومن ترك مالا فهو لورثته. ويدخل في هذا كل ما يتركه الميت من مال.
وما ذكرت من مساهمة أمكم في البناء؛ فلا تعتبر من تركتها حتى يثبت بالبينة أنها ساهمت بذلك بنية الرجوع بها على أبيك؛ لأنها قد تكون متبرعة، فيبقى الأمر على الأصل من كون ذلك من مال أبيك حتى يثبت العكس.
ولم نفهم مرادك بقولك:( خصوصا أن والدى عامل لها عقد إيجار بسنين طويلة فى الشقة..... إلخ).
وعلى وجه العموم؛ فإن السكن تبع للنفقة، ونفقة الزوجة واجبة على زوجها، ولو كانت غنية.
قال ابن القيم في زاد المعاد: نفقة الزوجة تجب مع استغنائها بمالها. انتهى.
والله أعلم.