الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا مانع أن يقتصر الشخص رجلا كان أو امرأة على تلقي العلم عن شخص بعينه دون سواه، إذا كان اختياره له لكونه ذا علم وديانة؛ لأن العلم يتوصل به إلى معرفة دين الله، ومراده من خلقه، وقد روى الإمام مسلم في صحيحه عن محمد بن سيرين أنه قال: إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم. انتهى
وروى ابن عساكر في كتابه (تاريخ دمشق) عن الإمام الأوزاعي أنه قال: اعلموا أن هذا العلم دين، فانظروا ما تصنعون، وعمَّن تأخذون، وبمن تقتدون، ومن على دينكم تأمنون. انتهى.
ولتحذر المرأة من الفتنة، حيث إن الشيطان ربما فتح على الإنسان بابًا أو أبوابًا من الخير ليوقعه في الشر، وهو ما يسميه علماء السلوك: رشوة الشيطان. فالشيطان ربما زين لبعض النساء تلقي العلم عن شخص بعينه، والاستماع لدروسه دون غيره، بحجة الانتفاع، ولا يريد الشيطان بذلك سوى إيقاعهن في الفتنة به.
والله أعلم.