الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فمن قالوا بخلق القرآن، إنما أرادوا نفي صفة الكلام عن الله تعالى؛ لأنها تستلزم عندهم الجسمية، ومشابهة المخلوق؛ لأن الكلام لا يعقل إلا بأصوات وحروف، وذلك من صفات المحدثات! وهذا هو مأخذ الكفر في المسألة؛ فإن نفي صفة الكلام عن الله تعالى مناقض للنصوص، قادح في كمال الله تعالى، مستلزم لنفي الشرائع، وراجع في تفصيل ذلك الفتويين: 130498، 220654.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في «دقائق التفسير»: من قال القرآن مخلوق، فهو بين أمرين: إما أن يجعل كل كلام في الوجود كلامه، وبين أن يجعله غير متكلم بشيء أصلًا؛ فيجعل العباد المتكلمين أكمل منه، وشبهه بالأصنام، والجمادات، والموات؛ كالعجل الذي لا يكلّمهم، ولا يهديهم سبيلًا، فيكون قد فرّ من إثبات صفات الكمال له؛ حذرًا في زعمه من التشبيه؛ فوصفه بالنقص، وشبهه بالجامد، والموات. اهـ.
وراجع للأهمية في بقية الجواب الفتويين: 245443، 400960، وراجع في ذكر بعض الكتب والمراجع في هذه المسألة الفتوى: 250909.
والله أعلم.