الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم نقف على من ذكر أن هذا حديث مرفوع إلى النبي صلى الله عليه، وسلم، بل الظاهر أنه منسوب إلى أبي الجلد، وهو من أهل الوعظ، ورواة الحكايات، والأخبار.
جاء في تفسير الطبري: حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يحيى بن واضح، قال: ثنا صالح المري، عن أبي عمران الجوني، عن أبي الجلد حيلان، قال: "لما غشي قوم يونس العذاب، مشوا إلى شيخ من بقية علمائهم، فقالوا له: إنه قد نزل بنا العذاب. فما ترى؟ فقال: قولوا: يا حي حين لا حي، ويا حي محيي الموتى، ويا حي لا إله إلا أنت، فكشف عنهم العذاب، ومتعوا إلى حين. اهـ.
وقال ابن الجوزي في زاد المسير: وقال أبو الجلد: لما غشيهم العذاب مشوا إلى شيخ من بقية علمائهم، فقالوا: ما ترى؟
قال: قولوا: يا حي حين لا حي، يا حي محيي الموتى، يا حي لا إله إلا أنت. فقالوها، فكشف العذاب عنهم. اهـ.
وقال السيوطي في الدر المنثور: وأخرج أحمد في الزهد، وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن أبي الجلد -رضي الله عنه- قال: لما غشي قوم يونس -عليه السلام- العذاب، مشوا إلى شيخ من بقية علمائهم، فقالوا له: ما ترى قال: قولوا: يا حي حين لا حي، ويا حي محيي الموت، ويا حي لا إله إلا أنت. فقالوا؛ فكشف عنهم العذاب. اهـ.
ويقول الأصبهاني في حلية الأولياء، متحدثا عن أبي الجلد: حيلان بن فروة: ومنهم الواعظ الجعد، المعروف بالحفظ والسرد. حيلان بن فروة أبو الجلد، كان للكتب المنزلة حافظا، وبمواعظ الأنبياء وأحوالهم واعظا، وبالأذكار لهجا لافظا. اهـ.
والله أعلم.