الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن السجود في الصلاة من مواطن الإجابة التي ينبغي تحريها، ولا تعتبر إطالته ولا كثرة الدعاء فيه اعتداء في الدعاء، بل جاء في الحديث الصحيح الأمر بالاجتهاد في الدعاء فيه، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: فأما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم. رواه مسلم وغيره.
والاعتداء في الدعاء مثل أن يدعو بمحال أو معصية، أو يجهر جهراً كثيراً ويصيح، أو يطلب منزلة نبي أو نحو ذلك.
وهذا إذا كان الإنسان يصلي وحده، فإن كان إماماً فلا ينبغي له أن يطيل في السجود، ولا في الدعاء، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا أم أحدكم الناس فليخفف، فإن فيهم الصغير والكبير والضعيف والمريض، وإذا صلى وحده فليصل كيف شاء. رواه مسلم، قال النووي: في هذا الحديث الأمر للإمام بتخفيف الصلاة بحيث لا يخل بسنتها ومقاصدها، وأنه إذا صلى وحده طول ما شاء في الأركان التي تحتمل التطويل، وهي القيام والركوع والسجود والتشهد دون الاعتدال والجلوس بين السجدتين.
والله أعلم.