الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز لك -أخي السائل- أن تؤخّر الصلاة حتى يخرج وقتها بسبب العمل.
والواجب عليك أن تقتطع جزءًا من وقتك لأداء ما فرضه الله عليك.
فإن لم تفعل، وأخّرت الصلاة حتى خرج وقتها؛ فأنت عاصٍ، ومتوعَّد بقول الله تعالى: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا {مريم:59}، وبقول الله تعالى: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ {الماعون:4-5}، وقد قَالَ سعد بن أبي وقاص في قوله تعالى: "سَاهُونَ": هُمُ الَّذِينَ يُؤَخِّرُونَ الصَّلَاةَ عَنْ وقتها، وقال ابن مسعود: والله، ما تركوها البتَّة، ولو تركوها البتة؛ كانوا كفارًا، ولكن تركوا المحافظة على أوقاتها. وقال ابن عباس: يؤخِّرونها عن وقتها.
فاتق الله -أخي السائل-، ولا تؤخّر الصلاة عن وقتها أثناء العمل.
وأما ما يفوتك من الصلاة بسبب النوم؛ ففيه تفصيل ذكرناه في الفتوى: 304813، والفتوى: 374140، مع الفتوى المحال إليها فيها، فانظرها.
وأما هل يجب عليك ترك العمل الإضافي؛ فإن تعذّر عليك الجمع بين أداء الفريضة في وقتها، والعمل الإضافي؛ فينبغي لك أن تقدّم الصلاة على العمل، ولا خير في عمل يُلهِي عن الفرائض.
والله أعلم.