الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كان الواقع ما ذكرت من أنك لم تذكر لهذه الفتاة إلا ما يتعلق بما دار بينها وبين ذلك الشاب؛ فليس ذلك من القذف الذي يترتب عليه الحد الشرعي الوارد في قول الله تعالى: وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ {النور:4}، وليس فيما ذكرت ما يدلّ على أنك ظالم لها؛ فلا وجه لما تقول من أنها لن تسامحك.
ولكنك أخطأت خطأ بينا حين أقدمت على سؤال هذه الفتاة عن ماضيها، ولم يكن لها أن تكشف لك عن ذلك، بل كان الواجب عليها أن تتوب، وتستر على نفسها، فقد ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملًا، ثم يصبح وقد ستره الله، فيقول: يا فلان، عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه.
ومن أراد خطبة فتاة؛ فالطريق الأمثل أن يسأل عنها الثقات ممن يعرفونها، فإن أثنوا عليها خيرًا في دِينها؛ تقدّم لخِطبتها، وإلا أعرض عنها. ولمزيد الفائدة، راجع الفتوى: 8757.
ولا يلزم أن يكون ما أصابك من مرض بسبب ذنب اقترفته، بل قد يكون مجرد ابتلاء، والنبي صلى الله عليه وسلم أشد الناس بلاء، وهو الذي قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.
ومن حكمة ذلك أن يرفع الله له في الدرجات، وكذا كان حال الأنبياء قبله، وراجع الفتوى: 13270.
والله أعلم.